ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ع! حم قال: "والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يقول الله عزوجل: إنها ترك شهوته وطعامه من أجلي فالصيام لي، وأنا أجزي بهإ (٢) .
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي لمج! ها قال: من صام
يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النارسبعين خريفا (٣) .
قال القرطبي:
وإنما خص الصوم بأنه له، وإن كانت العبادات كلها له، لأمرين باين الصوم بهما
سائر العبادات:
أحدهما: أن الصوم يمنع من ملاذ النفس وشهواتها، مما لايمنع منه سائر
العباد ات.
(١) صحيح البخاري مع فتح الباري (٣٣/٢ ١) السلفية، ومسلم في الصوم ٨/٢ ٠ ٨ رقم ٦٦ ١.
(٢) صحيح البخاري مع فتح الباري (٢/ ١٢٥) السلفية ومسلم لا الصوم ٨٠٦/٢ رقم ١٦١، ١٦٤. (٣) صحيح مسلم كتاب الصوم ٨٠٨/٢ رقم ١٦٨.
الثاني: أن الصوم سر بين العبد وبين ربه، لا يظهر إلا له، فلذلك صار مختصا
به، وماسواه من العبادات ظاهر، ربما فعله تصنعا ورياء، فلهذا صار أخص بالصوم من غيره، وقيل غيرهذا (١) .
تعريف الصوم لغة وشرعاً:
يطلق الصوم في اللغة على الكف والِإمساك عن الكلام، ومنه قوله تعالى عن مريم عليها السلام:! الوإني نذرت للرحمن صوما فلن كلم اليوم إنسيا! ومريم ٢٦.
ومنه قول النابغة الذيباني:
خيل صيام وخيل غيرصائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
قال ابن فارس في مادة صوم:
الصاد والواو والميم أصل يدل على امساك وركود في مكان، من ذلك صوم الصائم،
وهو امساكه عن مطعمه ومشربه وسائرمامنعه، ويكون الامساك عن الكلام صوما (٢) . وأما في الشرع، فهو الِإمساك عن الأكل والشرب والجماع من الفجر حتى غروب الشمس، كما حدده الشارع الحكيم.
قال تعالى:! ووكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل! البقرة ١٨٧.