٣- وعلى الرغم من أن أ. سزكين اكتفى بالكلام عن تفسير ابن عباس رضي الله عنه فقط وترك التفاسير الأخرى. فقد طعن في هذا التفسير الذي اقتصر على ذكره وحده فقط وكاد أن ينسفه نسفاً بسبب نقله أيضاً عن المستشرق (جولد تسيهير) في كتابه ((اتجاهات التفسير القرآني)) وبسبب تأثره به وتبنيه لرأي (جولد تسيهير) ، فقال في الرواة عن ابن عباس:"وهناك شروح أخرى لا تحصى ترجع إلى ابن عباس، ويبدو أنها مأخوذة من كتب تلاميذه التي أنجزت تارة أثناء مجالس العلم العامة، وتارة في مجالسه الخاصة أوفي مناقشاته. على أن الاختلافات، بل حتى أحياناً التناقضات بين هذه التفسيرات يمكن أن تفسر إلى حد ما كنتيجة للتطور الذي طرأ على فكر ابن عباس وعلى فكر تلاميذه الذين كانوا يتوجهون إليه دائماً بأسئلة ثم يؤلفون بعد ذلك كتبهم في التفسير. ويتضحِ من النصوص أن التفسير القرآني قد تطور في هذه الفترة تطوراً قوياً وسريعا. وفضلا عن هذا فلدينا انطباع أن ابن عباس وتلاميذه لم يكن بإمكانهم أن يتجنبوا التفسير الحر للقرآن الكريم في وقت تطور فيه تفسير القرآن تطوراً سريعاً، وكثيراً ما أدخل هؤلاء مبدأ ((الرأي)) وطبقوه في مجال التفسير. ودفع الحرص على تفسير القرآن أيضاً عبد الله بن عباس وبعض تلاميذه إلى علماء النصارى واليهود من أهل الكتاب".اهـ (١) .