ومن هنا نستنتج أن ابن عباس لم يطرأ على فكره أي تطور بل هو من الصحابة الذين أخذوا منهج القراءة والتفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج أبو عمرو الداني في كتاب ((البيان)) بإسناده عن عثمان وابن مسعود وأبي: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فيعلمنا القرآن والعمل جميعا".وذكر عبد الرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال:"كنا إذا تعلمنا عشر آيات من القرآن لم نتعلم العشر التي بعدها حتى نعرف حلالها وحرامها وأمرها ونهيها". وأخرجه ابن عساكر والذهبي عن ابن مسعود بنحوه.
وكفى بشهادة ابن مسعود فقد صح عنه أنه قال:"نعم ترجمان القرآن ابن عباس وبدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" (١) .
٦- أما ما ذكره أ. سزكين في قوله عن ابن عباس وتلاميذه: وكثيراً ما أدخل هؤلاء مبدأ الرأي وطبقوه في مجال التفسير ودفع الحرص على تفسير القرآن أيضاً عبد الله بن عباس وبعض تلاميذه إلى علماء النصارى واليهود من أهل الكتاب. اهـ.
(١) أخرجه أحمد والفسوي والطبراني بأسانيد عن ابن عباس وصححه أحمد شاكر وقال الهيثمي ولأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح المسند رقم ٣٠٣٣ والمعرفة والتاريخ ١/ ٤٩٤ والمعجم الصغير ا/١٩٧، ومجمع الزوائد ٩/ ٢٧٦. وأخرجه البخاري ومسلم بمعناه صحيح البخاري رقم ٧٢٧٠ وصحيح مسلم رقم ٢٤٧٧.