وذكره الحافظ ابن حجر من طريق ابن إسحاق بإسناد حسن عن ابن عباس، وفي موضع آخر قال: سنده جيد، أي انه حسن وجود طريق ابن إسحاق إلى ابن عباس وهو نفس الإِسناد المذكور حيث ذكره ابن كثير من طويق آخر غير طريق ابن عباس ثم ساقه بهذا الإسناد فقال: ورواه ابن إسحاق أيضا عن محمد بن أبي محمد عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس فذكره، ووردت هذه الرواية في سيرة ابن هشام بدون إسناد، وقد ساق ابن إسحاق مثل هذا المتن بدون إسناد ولعله حذف الإسناد أو حذفه ابن هشام، لأن هذه الرواية سبقت بروايات محذوفة الأسانيد، وكأنه اعتمد على الإسناد نفسه في بداية الروايات لأن هذه الروايات غير المسندة أسندها ابن إسحاق كلها بالإسناد نفسه فيما نقله عنه الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما عن ابن إسحاق (١) . وأخرج ابن أبي حاتم رواية طويلة من طريق يونس بن بكير به في سبب نزول قوله تعالى:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}(٢) وذكره الحافظ ابن حجر مختصرا وحسنه.
وحسنه السيوطى أيضا في لباب النقول في أسباب النزول بعد أن ذكر رواية ابن أبي حاتم. وقد ساق هذا الطريق في الإِتقان ثم قال:"وهي طريق جيدة وإسنادها حسن".
وقد اعتبر الشيخ محمد نسيب الرفاعي الذي اختصر تفسير ابن كثير هذا الإسناد من الأسانيد الثابتة حيث ذكر في مقدمة مختصره شرطه أنه يختار أصح الأقوال ولا يسوق الروايات الضعيفة والموضوعة، وأكثر النقل بهذا الإِسناد. وفي إسناده محمد بن أبي محمد مولى زيد ابن ثابت قال عنه الإِمام الذهبي: لا يعرف (٣) وفي الكاشف: وثق وقال الحافظ ابن حجر: مجهول. وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد شاكر عن توثيق ابن حبان: وكفى بذلك معرفة وتوثيقا.