وقد أمر الله تعالى بالاستعاذة عند أول كل قراءة للقرآن الكريم فقال تعالى:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}(١) .
وهذا الأمر على الندب ولا يأثم تاركها وهو قول جمهور أهل العلم.
وروى الإمام أحمد عن يزيد، أنا المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر قال:"أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست إليه"فقال: "يا أبا ذر هل صليت؟ "قلت: "لا". قال:"قم فصلَّ". قال:"فقمت فصليت ثم أتيته فجلست إليه"، فقال لي:"يا أبا ذر استعذ بالله من شر شياطين الإِنس والجن". قال:"قلت: يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟ "قال: "نعم".....لحديث.
وقد صحح الألباني هذا الحديث بعد أن ذكر جزءا منه. ويشهد لبعضه الآية المتقدمة.
كما تعوذ النبي صلى الله عليه وسلم من الشيطان ومن همزه ونفخه ونفثه. روى الِإمام أحمد عن محمد بن الحسن بن أنس، ثنا جعفر يعني: ابن سليمان، عن علي بن علي اليشكري، عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله إذا قام من الليل واستفتح صلاته وكبر قال: "سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثا، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه، ثم يقول: الله أكبر ثلاثا، ثم يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه"(٣) .
وأخرجه أبو داود (٤) وابن ماجة (٥) من طريق عمرو بن مرة عن عاصم العنزي، عن ابن جبيربن مطعم عن أبيه نحوه.
قال عمرو: همزه: الموته، ونفثه: الشعر، ونفخه: الكبر.