و (هدى) : بمعنى ألهم. كما قال تبارك اسمه:{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}(١) . أي ألهمه مصلحته وقيل إتيان الأنثى، و (هدى) : بمعنى دعا. كما قال جل ثناؤه:{وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}(٢) ، وأصل هذا كله: أرشد، ويكون (هدى) : بمعنى وفق ومنه {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}(٣) . لا يوفقهم ولا يشرح للحق والإيمان صدورهم. أهـ.
قوله تعالى:{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
وهو: دين الإسلام. وقد بين الله تعالى ذلك في قوله:{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}(٤) . فقد ذكر الله عز وجل أن الصراط المستقيم هو دين إبراهيم كما في الآية الأولى ثم بين أن هذا الدين هو الإسلام كما في الآية الثانية، وقد ثبت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الإمام أحمد: ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء، ثنا ليث يعني: ابن سعد، عن معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن النواس ابن سمعان الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر حديثا طويلا والشاهد فيه: والصراط: الإسلام.
وأخرجه الإِمام أحمد (٥) أيضا والترمذي وحسنه، والنسائي (٦) ، كلهم من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير به مختصرا، وأخرجه الطبري وابن أبي حاتم (٧) والآجري (٨) من طريق معاوية ابن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به باختصار فذكروا الشاهد نفسه.
وذكره ابن كثير ثم قال: وهو إسناد حسن صحيح. وصححه أيضا السيوطي (٩) والألباني. كما ثبت أيضا عن أبي العالية فيما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي العالية.