وفي رواية عنه:"اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل حبشي كان رأسه زبيبة". (رواه البخاري في الآذان باب إمامة العبد والمولى ١/٢٣٠) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليك بالسمع والطاعة لولي الأمر في السراء والضراء". (رواه مسلم في الأمارة ٣/ ١٤٦٧ رقم ٣٥) .
وعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة"() ... الحديث.
وهذه الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما وقد تعمدت ذلك لقول أحاديثهما بدون تردد، ولو أردت أن أذكر فهم أهل العلم لهذه الأحاديث لطال المقام لكن من أراد الوقوف على ذلك فليرجع إلى مظانه وأكتفي في هذا المقام بذكر بعض أقوال السلف رحمهم الله في الأئمة توضيحاً لمعتقدهم في هذا الموضوع، وبياناً لفهمهم الشرعي، واستناناً بهم فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة. (انظر أيضاً منهاج السنة النبوية لابن تيميه ٣/ ٣٨٥- ٤٠٠)
قال الطحاوي رحمه الله:"ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا وظلموا، ولا ندعو عليهم ولا ننزع يدنا من طاعتهم، ونرى من طاعتهم من طاعة الله فريضة، وندعو لهم بالصلاح والمعافاة، ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة، ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة- والحج والجهاد ماضيان مع أولى الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما". (شرح العقيدة الطحاوية ص ٤٢٨-٤٣٢، ٤٣٧)