وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبى حاتم رحمهما الله: سألت أبي وأبا زرعة عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا أدركنا العلماء في جميع الأمصار -حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً-فكان من مذهبهم:...ونقيم فرض الجهاد والحج مع أئمة المسلمين في كل دهر وزمان، ولا نرى الخروج على الأئمة ولا القتال في الفتنة ونسمع ونطيع لمن ولاه الله عز وجل أمرنا ولا ننزع يداً من طاعته ونتبع السنة والجماعة ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة، فإن الجهاد ماضٍ منذ بعث الله نبيه علي الصلاة والسلام إلى قيام الساعة مع أولي الأمر من أئمة المسلمين لا يبطله شيء، والحج كذلك ودفع الصدقات من السوائم إلى أولي الأمر من أئمة المسلمين". (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ١/١٧٧، ١٧٨) .٠
وقال ابن كثير رحمه الله " والإمام إذا فسق لا يعزل بمجرد فسقه على أصح قولي العلماء، بل ولا يجوز الخروج عليه لما في ذلك من إثارة الفتنة وقوع الهرج، وسفك الدماء، ونهب الأموال، وفعل الفواحش مع النساء، وغيرهن وغير ذلك مما كل واحدة فيها من الفساد أضعاف فسقه كما جرى مما تقدم إلى يومنا هذا " (البداية والنهاية لابن كثير ٨/٢٢٣، ٢٢٤) .