ثم وضع الحلول للمسائل المعلقة بين السنة والشيعة كما يرى- وهي حلول تنازل أهل السنة عن معتقدات الشيعة الإِمامية- في دعوى تحريف القرآن، وتكفير الصحابة، والطعن في السنة، ص ٢٤٢- ٢٤٤.
مع أنه أثبت في ص ٢٤٠ من كتب الإِمامية المعاصرين اتهامهم للصحابة بالوضع والتزوير والكذب.
وسيأتي هذا مفصلاً في موضعه ... بعد ذكر ما للباحث من جهود في هذا البحث.
ونبدأ بحديثه عن الخوارج والذي بدأه من ص ٥١- ٩٩ ثم الحديث عن ظاهرة الخروج في هذا العصر والحديث عن جماعة التكفير والهجرة من ص ١٠٨-١٤٦.
فقد ذكر الباحث تأريخ نشأة الخوارج، ومبادئهم ومعتقداتهم، ومن أهمها تكفير مرتكب الكبيرة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا لا يرث ولا يورث ولا يدفن في مقابر المسلمين، وفي الآخرة خالد مخلد في النار.
وغير ذلك من الأفكار والمعتقدات المخالفة لمنهج وعقيدة أهل السنة والجماعة.
وقد بين الباحث تلك الأفكار والمعتقدات سالكاً في ذلك مسلك البحث العلمي، وذلك بإيراد النصوص من الكتاب والسنة الدالة على ذلك، موثقة من مصادرها ذاكرا الجزء والصفحة.
والذي ميز هذا البحث في نظري ربط الباحث بين أفكار الخوارج ومناهجهم في تعاملهم مع النصوص، ومع العلماء بل سادات العلماء وهم الصحابة.
وبين أفكار المعاصرين من جماعات التكفير والهجرة ومن سلك مسلكهم في الحكم على علماء الأمة المخالفة لعقيدتهم- بالكفر- ثم تعاملهم مع النصوص وفهمها، ونبذ أراء ومؤلفات العلماء من سلف هذه الأمة.
لا فرق في ذلك بين الفرق التي احتفظت باسمها التاريخي- كالأباضية، التي أورد الباحث من مصادرهم ومؤلفاتهم، أفكارهم وعقائدهم في تكفير أصحاب المعاصي وتخليدهم في النار، والقول بخلق القرآن ونفي رؤية المؤمنين ربّهم في الآخرة، وكل معتقدات المعتزلة في باب الأسماء والصفات، ورأيهم في الصحابة.