ومصابرة, وتحمل للمشاق في سبيل إصلاح الطالب, وتربيته تربية إسلامية نقية, وبقدر ما تتوفر صفات الكمال في المدرس يكون نجاحه في مهمته.
وقدوة الجميع وإمامهم هو سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله الهاشمي العربي المكي ثم المدني عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم, فلقد كان أكمل الناس في كل الصفات الكريمة, وقد لاقى في توجيه الناس وتعليمهم الصعوبات الكثيرة, والمشاق العظيمة, فصبر على ذلك, وتحمل كل مشقة وصعوبة في سبيل نشر دينه, وإخراج أمته من الظلمات إلى النور, فجزاه الله عن ذلك أفضل الجزاء الحسن وأكمله, وقد تربى على يديه الكريمين جيل صالح يعتبر أفضل الأجيال التي عرفتها البشرية في تاريخها الطويل, ومعلوم أن ذلك ناشئ عن حسن تربيته وتوجيهه لأصحابه, وصبره على ذلك مع توفيق الله لهم وأخذه بأيديهم إلى الحق سبحانه وتعالى.
إذ علم ذلك فإن من أهم المهمات في حق المعلم في كل مكان وزمان, أن يسير على منهج المعلم الأول محمد صلى الله عليه وسلم, وأن يجتهد في معرفة ذلك حتى يطبقه في نفسه, وفي طلابه حسب الإمكان, وما أشد حاجة الأمة في هذا العصر الذي كثر فيه دعاة الهدم وقلّ فيه دعاة البناء والإصلاح إلى المعلم الصالح الذي يتلقى علومه, وما يربي به طلابه من كتاب الله, وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, وينشر بينهم أخلاق السلف الصالح من الصدق, والأمانة, والإخلاص في العمل, وتعظيم الأوامر والنواهي, والمسابقة إلى كل فضيلة والحذر من كل رذيلة.