بما أننا لم نقف على ترجمة للرجل فمن العبث الجزم بتاريخ قاطع لميلاده أو وفاته، وكل ما نستطيع القول به في هذا الشأن هو تقريبي فقط بناء على إشارات من كتابه مقربة للزمن لا جازمة به، فنقول: إن الرجل عاش ما بين العام ١١٧٠، و١٢٥٠هتقريباً، لأنه نقل من الشيخ أحمد بن أحمد بن محمد السجاعي في موضعين من كتابه فتح الجليل على شرح ابن عقيل، والسجاعي توفي عام ١١٩٧هـ، ونقل من محمد بن محمد الأمير الكبير دون أن يذكر اسمه صراحة في موضع واحد، والأمير توفي عام ١٢٣٣هـ، وإحدى النسختين اللتين عملت عليهما مؤرخة عام ١٢٤٨هـ، وهي ليست نسخة المؤلف بل منقولة عنها؛ وبناء على هذا نستنتج أنّ الرجل كان حياً خلال تلك الحقب الزمنية، وأنه كان أصغر من السجاعي لأنه كان يصفه بالعلامة ولعل السجاعي من شيوخه، وأنه كان قريناً للأمير الكبير لأنه وصفه ببعض المحققين وقد يكون زميلاً له.
دراسة الكتاب
عنوانه:
الكتاب عنوانه "فتح المتعال على القصيدة المسمّاة بلامية الأفعال"هذا هو المدوّن على النسختين، وكما صرّح به المؤلف:"وسمّيته بفتح المتعال على القصيدة المسماة بلامية الأفعال".
نسبة الكتاب للمؤلف:
لا شك في نسبة الكتاب للمؤلف إذ صرح المؤلف باسمه في أول الكتاب فقال:"الحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وبعد فيقول أحوج العباد، وأخفض العبيد حمد بن محمد الصعيدي المالكي غفر الله له ولوالديه ولإخوانه والمسلمين آمين هذا تعليق لطيف على منظومة الإمام أبي عبد الله جمال الدين محمد بن مالك...".
ومما يؤكد نسبة الكتاب للمؤلف ما ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي في النسخة العربية في حديثه عن لامية الأفعال وشروحها: ٥/٢٩٢ قال "شرح لحمد بن محمد السعيدي ميونخ ٧١٩"ولكنه جعله السعيدي بالسين بدل الصعيدي بالصاد.