ابتدأ المصنف كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز، وعملا بقوله صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع" (١) ،وفي رواية فهو "أبتر" (٢) ، وفي رواية فهو "أجذم (٣) " (٤) رواه أبو داود وغيره، وحسنه ابن الصلاح وغيره، أي نقل ابن الصلاح تحسينه عن غيره من المتقدمين؛ لأن ابن الصلاح يقول: "لا يمكن التحسين والتصحيح في زماننا"قال العراقي في التذكرة: "وعنده التصحيح ليس يمكن في عصرنا، وقال يحيى يمكن "والضمير عنده لابن الصلاح، والمراد بـ (يحيى) الإِمام النووي رحمه الله.
والمعنى ناقص وقليل البركة فهو وإن تم حسّاً لا يتمّ معنى.
ثم إنه ينبغي لكل شارع في فن أن يتكلم على البسملة بما يناسبها من الفن المشروع فيه، ثم إن محلّ التكلُّم عليها إذا كانت من موضوعه، فإن لم تكن منه فلا ينبغي أن يتكلم عليها، وحينئذٍ فلابدّ من تقديم مقدّمة مشتملة على المبادئ التي من جملتها الموضوع ليُعلم هل البسملة منه فَيُتَكَلَّمُ عليها أولا، ومبادئ كل فنّ عشرة جمعها بعضهم بقوله [//٢/ ب] :
إنّ مبادي كل فنِّ عشرة
الحدّ والموضوع ثم الثمرة
وفضله ونسبة والواضع
والاسم الاستمداد حكم الشارع
مسائل والبعض بالبعض اكتفى
ومن درى الجميع حاز الشرفا
فالتصريف لغة: مطلق التغيير، ومنه تصريف الرياح، أي تغييرها، وتقلبها.
واصطلاحاً: علم بأصول يبحث فيه عن أحوال أبنية الكلمة صحة واعتلالا، وزيادة ونقصاناً.
وموضوعه: الكلمات العربية من حيث البحث عن صحتها واعتلالها.
وواضعه معاذ بن مسلم الهرّاء، بفتح الهاء وتشديد الراء، نسبة إلى بيع الثياب الهروية، قاله في التصريح، وحكى الاتفاق عليه.
وثمرته: تأديته إلى فهم اللغة الموصلة إلى فهم كتاب الله تعالى.
وفضله: شرفه من هذه الحيثية.
ونسبته لبقية العلوم: التباين.
واسمه: الصرف والتصريف.
واستمداده: من الكتاب، والسنة، وكلام العرب.
وحكمه: الوجوب الكفائي.