(وعِ وجهي)(١) أي واحفظ الوجهين الجائزين في مضارع هذه الأفعال وهي ثمانية عشر فعلاً:
الأول:(صَدّ) عن الشيء يَصِدُّ ويَصُدًّ أي أعرض، وكذا صَدَّ منه أي ضَجِرَ، فالكسر على القياس، والضم على الشذوذ، وبهما قرئ {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ}(٢) ، وأصله صدّه عن كذا أي منعه يَصُدُّه بالضم لا غير معدّى، ثم طرأ له اللزوم، وقد أشار في الصحاح إلى أن الضم في المضاعف اللازم لا يأتي إلا لمخالطة التعدّي كما أشار إلى ذلك الشارح.
الثاني:(أَثَّ) بالمثلثة يقال: أَثَّ الشَّعَرُ والنبات يؤُتُّ وَيئِتُّ أي كثر والتفّ فهو أثيث.
الثالث:(خَرَّ) الحجرُ الصَّلْدُ يَخِرُّ ويَخُرُّ أي سقط من علْوٍ إلى سُفْلٍ، وكذا خَرَّ الإِنسان لوجهه، والكسر أفصح، وعليه أجمع القراء في قوله تعالى:{يَخِرًّونَ للأذْقانِ يَبْكونَ}(٣){يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً}(٤) فلا مفهوم لتقييده بالصَّلْدِ؛ وإنما هو فرضُ مثالٍ.
الرابع:(حَدَّتْ) المرأةُ بالحاء المهملة على زوجها تَحِدُّ وتَحُدُّ تركت الزينة، وأصله حَدَّه أي منعه بالضم لا غير وكأنها منعت نفسها من الزينة وامتنعت فالكسر باعتبار لزومه، والضم باعتبار تعدّيه.
الخامس:(ثَرَّتِ) العينُ بالمثلّثة تَثِرُّ وتَثُرُّ أي غزر دمعها، وكذا [//١٨/ ب] ، السحابة فهي ثَرَّةٌ، وأصله من ثَرَّ الثوبَ يَثُرُّه مثل ذَرَّه يَذُرُّه وثَلَّه أيضاً يَثُلُّه بالضم لا غير.
السادس:(جَدَّ) بالجيم في عمله يَجِدُّ ويَجُدّ جِدّاً بالكسر أي قصده بعزم وهمّة، ولذا قال (من عملا) ، وأصله من جَدَّ الحبلَ وغيره أي قطعه يَجُدُّه بالضم لا غير، وكأنه قطع كلّ شاغل عنه.
السابع:(تَرَّتْ) يده تَتِرًّ وتَتُرُّ إذا بانت عند القطع.