وقد تقدّم أن مضارع فعل المفتوح أربعة أنواع: نوع يطّرد [//٢٢/أ] فيه الكسر وهو: ما فاؤه واوٌ، أو عينه، أو لامه ياء، أو مضاعف لازم.
ونوع يطرد فيه الضم وهو: المضاعف المتعدّي، وما عينه، أو لامه واوٌ، وما يدل على غلبة المفاخرة، وقد انقضى الكلام على هذين النوعين. ونوع يجوز فيه الكسر والضم وسيأتي قريباً.
[باب فتح]
(في غير هذا لذي الحلقيّ فتحا أشع
بالاتفاق ك (آت) صيغ من سألا)
أي وأشع الفتح قياساً في غير الدال على المفاخرة من مضارع فَعَلَ المفتوح الحلقي العين أو اللام باتفاق من الكسائي وغيره، وحروف الحلق ستة:(الهمزة، والهاء، والحاء، والخاء، والعين، والغين) ويجوز أن يكون قوله (لذي الحلقي) بذال معجمة مكسورة. وبمهملة مفتوحة أي وأشع الفتح في مضارع فعل المفتوح ذي الحرف الحلقي، أو عند وجود الحرف الحلقي، ومثال ذلك سَألَ يَسْألُ وهو ما مثّل به الناظم، وبَأى عليه يَبْأَى افتخر، وبَدَأ الله الخلق يَبْدَأُه أي ابتدأه، وبَرَأَه يَبْرَأُه خلقه، والبرية الخليقة، وكذا بَرَأ المريض يَبْرَأُ، وجَزَأ بالشيء يَجْزَأُ اكتفى، وجَشَأ الصوت يَجْشَأُ خرج من الحلق، وخَبَأ الشيء يَخْبَأُه ستره، وخَسَأ الكلب يَخْسَأ بَعُدَ، وخسأته طردته [//٢٢/ ب] لازماً ومتعدياً، وخَلأتِ الناقةُ تَخْلأ بركت في حال السير، ودَرَأَه يَدْرَأُه دفعه، وذَرَأه يَذْرَأُه خلقه، ومنه الذريئة {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّم}(١) ، ورَفَأ الثوبَ أصلح فساده، ورَقَأ الدمع سكن، ورَقَأ الجبل صعد، وطَرَأ عليهم يَطْرَأُ جاءهم فُجَاءة، وفَقَأ العينَ يَفْقَأُها قلعها، وكَلأه الله يَكْلأُه حرسه ومنه {قُلْ مَنْ يَكْلأُكُمْ}(٢) ، ومَلأَه يَمْلأه، ونَسَأُه يَنْسَأُه أخّره، والمِنْسَأهُ العصا، وهَدَأَ يَهْدَأَ سكن، ودَعَبَ بالمهملتين يَدْعَبُ دُعابَةً بالضم مزح، وذَهَبَ يَذْهَبُ، ورَعَبَه يَرْعَبُه أفزعه، وسَحَبَه يَسْحَبُه جره على وجه الأرض،