للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن مصطلحات المدنيين النحوية التي أنشؤوها أو كان لهم إسهام مع غيرهم في نشأتها ورسوخها: العربية، والإعراب، والنحو، واللحن، والرفع، والنصب، والجر، والاسم، والفعل، والحرف، والنداء، والترخيم، والتقديم، والتأخير، والصفة، وهي على النحو التالي:

١- العربية:

لعل "العربية"من أقدم مصطلحات العلم اللغوي والنحوي عند العرب، وهو عام المدلول، لا يحمل - في أول أمره - سمة المصطلح العلمي الدقيق، وكان ظهوره - فيما نعلم - في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد جرى على لسانه كثيراً، واستخدمه بعض الصحابة، وكان معناه في بادئ الأمر:لغة العرب النقية من الشوائب، لاسيما لغة البوادي، قال عمر: "تعلموا العربية، فإنها تشبب العقل وتزيد في المروءة".

وكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: "أنْ مُرْ من قِبَلَك بتعلم العربية، فإنها تدل على صواب الكلام".

ثم ارتقى مصطلح العربية قليلاً وأصبح يعني اللغة وأسرارها، فقد روي عن كعب الأحبار أنه حكم بين ابن عباس ومعاوية رضي الله عنهم حين اختلفا في قوله تعالى {عَيْنٍ حَمِئةٍ} فقال: "أما العربية فأنتم أَعلم بها، وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين".

ولم يزل هذا المصطلح يرتقي حتى أصبح يطلق على دراسة اللغة وما تحويه من ظواهر صوتية، كالهمز والإِمالة والإِبدال والإدغام، أو ظواهر إعرابية كالرفع والنصب والجر، وازداد رسوخاً وانتشاراً في القرن الأول، فظهر أول مصطلح لهذا العلم اللغوي.

وقد ورد هذا المصطلح في استخدامات بعض القدماء، كابن سلام، في قوله: "وكان أبو الأسود أول من استنّ العربية، وفتح بابها، وأنهج سبيلها ووضع القياس".

والسيرافي في كلامه عن نصر بن عاصم، إذ قال: إنه "أول من وضع العربية".

والزهري في قوله: "إن نصر بن عاصم ليفلق بالعربية تفليقا".