يقاتل آخرهم المسيح الدجال"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم [٢] .
وممن وفقه الله للقيام بهذا الأمر، ولله الحمد والمنة، الإمام محمد بن سعود -رحمه الله - حين نصر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى التوحيد، وكذلك من ورثهم ممن بعدهم، قاموا بهذا الأمر خير قيام.
ولقد كان الأمر جليا لدى الملك عبد العزيز رحمه الله، حيث يقول: "يسموننا بالوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي، باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش، نشأ عن الدعايات الكاذبة، التي كان يبثها أهل الأغراض، نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، وعقيدة جديدة، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، كلهم محترمون في نظرنا، هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعوا إليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل خالصة من كل شائبة، منزهة عن كل بدعة، فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من محن وأوصاب". إلى أن قال رحمه الله: "إن المسلمين متفرقون اليوم طرائق، بسبب إهمالهم العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن خطل الرأي الذهاب إلى أن الأجانب هم سبب هذه التفرقة وهذه المصائب،.. إن سبب بلايانا من أنفسنا لا من الأجانب، يأتي أجنبي إلى بلد ما، فيه مئات الألوف بل الملايين من المسلمين، فيعمل عمله بمفرده، فهل يعقل أن فردا في مقدوره أن يؤثر على ملايين من الناس، إذا لم يكن له من هذه الملايين أعوان، يساعدونه ويمدونه بآرائهم وأعمالهم؟.. كلا ثم كلا.. فهؤلاء الأعوان هم سبب بليتنا ومصيبتنا.. أجل إن هؤلاء الأعوان هم أعداء الله وأعداء أنفسهم، إذا فاللوم واقع على المسلمين وحدهم لا على الأجانب.. إن البناء المتين لا يؤثر فيه شيء، مهما حاول الهدامون هدمه، إذا لم تحدث فيه ثغرة تدخل فيها المعاول، وكذلك المسلمون، لو