خريطة "إسرائيل من الفرات إلى النيل"كما رسمها اليهود على باب الكنيست البرلمان، وكما وزَّعوها في نيويورك قبل العدوان بأيَّام، ويبدو فيها أنَّهم لا يكتفون بفلسطين، بل يتطلَّعون إلى ضم العراق والأردن وسوريا وجزء من المملكة العربية السعودية ومنها المدينة المنورة وجزء من جمهورية مصر العربية.
إن المنطقة التي سيتركز الحديث عليها أثناء دراستنا لليهودية وتاريخهم هي فلسطين، فمن المناسب معرفة بعض المعلومات عنها:
فأما مساحتها فتبلغ حوالي ٢٧.٠٠٠ كم٢، وتتمتع بموقع استراتيجي مهم جداً حيث تقع في قلب العالم الإسلامي، وفي ملتقى ثلاث قارات (آسيا، إفريقيا، أوروبا) ، وفي مركز مهم بالنسبة للمواصلات البرية والبحرية والجوية. وتتميز كذلك بأراضي خصبة جداً وثروات معدنية كبيرة.
وأما تاريخها فقد سكنها الفينيقيون - من القبائل العربية المهاجرة من شبه الجزيرة العربية- في الألف الثالث قبل الميلاد (سنة ٣٠٠٠ق. م) ، وإلى الجنوب منهم نزلت قبائل عربية أخرى أشهرها قبائل الكنعانيين حوالي سنة ٢٥٠٠ق. م. على ضفة الأردن الغربية وسميت المنطقة باسمهم فأصبحت تُدعى (أرض كنعان) ووردت كثيراً بهذا الإسم في التوراة أيضاً، وفي حوالي سنة ١٢٠٠ ق. م. نزلت بالساحل المطل على البحر الأبيض جماعات تسمى قبائل فلستين جاءت من جزيرة كريت (اقريطش) واختلطت بالكنعانيين فأصبحت البلاد تعرف بفلسطين [١] ، وقد كانت تسمى بـ (أرض كنعان) في التوراة قبل دخول إبراهيم عليه الصلاة والسلام إليها [٢] وبعده إلى زمن دخول بني إسرائيل إليها بعد موسى عليه الصلاة والسلام، أما إطلاق اسمهم عليها فقد كان في آخر عهد القضاة تقريباً في زمن نبي لهم اسمه صموئيل، مع بقاء الكنعانيين فيها [٣] .