- قوم موسى أو أمة موسى: لانتسابهم إليه وإلى شريعته، واعتقادهم أنه ليس هناك نبي أفضل من موسى عليه الصلاة والسلام.
- المغضوب عليهم: لأنهم علموا الحق فلم يعملوا به فاستحقوا غضب الله عليهم ولعنته، قال ابن أبي حاتم: ولا أعلم بين المفسرين في هذا - أي أن المراد بقوله تعالى:{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}[٣٩] هم اليهود – اختلافاً، وذكر الإمام ابن كثير أحاديث مروية في ذلك [٤٠] .
المبحث الأول
موجز تأريخ بني إسرائيل واليهود
لمعرفة حقيقة اليهود المعاصرين وفهم ديانتهم المحرفة ونقد كتبهم المقدسة لديهم، فإنه ينبغي دراسة تاريخ بني إسرائيل، لأن اليهود جعلوا تاريخهم الطويل جزءاً من دينهم المنحرف وكتابهم المحرّف، واعتبروه تراثاً مقدساً يستمدون منه شعائرهم وأخلاقهم وشعاراتهم وأفكارهم، وإن نظرةً سريعة إلى ما تتضمنه كتبهم المقدسة لديهم تُبَيِّن لنا أن ثلاثة أرباع محتوياتها تشتمل على سرد تاريخ بني إسرائيل الطويل وما جرى لهم من الحوادث في مختلف الأزمنة والأمكنة.
يقول المؤرخ اليهودي شاهين مكاريوس: ولا يخفى أن معظم تاريخ اليهود حتى خراب أورشليم مأخوذ من التوراة، فهي خزانة تاريخهم وحكاية ما حلّ بهم من العبودية والظلم، وما أصابوه من العز والفوز والسؤدد، كما أنها كتاب وحيهم ومجموعة معتقدهم وشرائعهم الدينية والأدبية والمدنية، فالناظر في تاريخهم لا بد له أن يعتمد التوراة لاستخلاص أخبارهم [٤١] .
ولما كان تاريخهم طويلاً يمتد لعشرات القرون، ومليئاً بالأحداث والروايات والقصص، فإنه يصعب الإحاطة بتفاصيله في هذه الدراسة الموجزة، لا سيما وقد كتبت في تاريخهم المجلدات والرسائل الجامعية الكثيرة، ومنها:
- كتاب (تاريخ بني إسرائيل من أسفارهم) - للأستاذ محمد عزة دروزة.