للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن إنزال العذاب من الله عز وجل على اليهود بسبب كفرهم وعصيانهم ثابت في كتبهم التي يقدسونها لتظل شاهداً على افترائهم وكذبهم فقد ورد في توراتهم قول موسى عليه الصلاة والسلام: "لأني أنا عارف تمردكم ورقابكم الصلبة، هو ذا وأنا بعد حيّ معكم اليوم قد صرتم تقاومون الرب، فكم بالحري بعد موتى ... لأني عارف أنكم بعد موتي تفسدون وتزيغون عن الطريق الذي أوصيتكم به، ويصيبكم الشر في آخر الأيام، لأنكم تعملون الشر أمام الرب حتى تغيظوه بأعمال أيديكم" [٣٤] .

وذكرت المزامير بعض العقوبات الإلهية التي نزلت على اليهود بسبب كفرهم وعصيانهم، وفيها: "وتعلقوا ببعل فغور وأكلوا ذبائح الموتى وأغاظوه بأعمالهم فاقتحمهم الوباء، فوقف فينحاس ودان فامتنع الوباء ... لم يستأصلوا الأمم الذين قال لهم الرب عنهم، بل اختلطوا بالأمم وتعلموا أعمالهم، وعبدوا أصنامهم فصارت لهم شركاً، وذبحوا بنيهم وبناتهم للأوثان، وأهرقوا دماً زكياً، دم بنيهم وبناتهم الذين ذبحوهم لأصنام كنعان، وتدنست الأرض بالدماء، وتنجسوا بأعمالهم، وزنوا بأفعالهم، فحمي غضب الرب على شعبه وكره ميراثه، أسلمهم ليد الأمم وتسلط عليهم مبغضوهم، وضغطهم أعداؤهم فذلوا تحت يدهم ... " [٣٥] .

وقال نبيهم أرميا في رثاء بيت المقدس وما أصابها من الأعداء: "لأن الرب قد أذلها لأجل كثرة ذنوبها، ذهب أولادها إلى السبي قدام العدو" [٣٦] .

وقال أرميا عن الله وعذابه: "نحن أذنبنا وعصينا أنت لم تغفر، إلتحفت بالغضب وطردتنا" [٣٧] وقال: "ردّ لهم جزاءً يا رب حسب عمل أياديهم، لعنتك لهم، اتبع بالغضب وأهلكهم من تحت سماوات الرب" [٣٨] .

ثم قال في نهاية رثاءه لما أصاب بني إسرائيل: "لماذا تنسانا إلى الأبد وتتركنا طول الأيام، ارددنا يا رب إليك فنرتد، جدد أيامنا كالقديم، هل كل الرفض رفضتنا؟! هل غضبت علينا جداً؟! " [٣٩] .