ويدعي اليهود أيضاً أن لهم حقاً دينياً على ما جاء في كتبهم المقدسة لديهم أن الله وعدهم بامتلاك (أرض كنعان) فلسطين وما جاورها (من النيل إلى الفرات) وهي أرض الميعاد لتكون لهم ملكاً ووطناً ويستدلون على ذلك بما ورد في التوراة أن ذلك الوعد كان مع أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام حينما قال له الرب: "لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات"[٤٩] . وقال له الرب أيضاً:"وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً، لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك، وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ملكاً أبدياً وأكون إلههم"[٥٠] . ويزعم اليهود المعاصرون أنهم أحفاد إبراهيم وسلالته وأنهم شعب الله المختار فهم الأحق إذاً بفلسطين وما جاورها أرض الآباء والأجداد.
بطلان هذه الدعوى:
فأما بالنسبة لزعمهم بالحق التاريخي فنبين بطلانه بالآتي:
١- أن من الثابت تأريخياً وجود القبائل العربية من الكنعانيين والفينقيين في فلسطين قبل ظهور اليهود بآلاف السنوات، ولم ينقطع وجود العرب واستمرارهم في فلسطين إلى يومنا بخلاف اليهود. وقد بينا ذلك من قبل [٥١] .
٢- أن على اليهود المعاصرين - سلالة الخزر- أن يطالبوا بالحق التاريخي لمملكة الخزر بجنوب روسيا وبعاصمتهم (إتل) ، وليس بفلسطين أو بيت المقدس، لأن أجدادهم لم يطأوها من قبل، وقد أوضحنا ذلك أيضاً [٥٢] .
٣- كانت مدة بقاء بني إسرائيل في فلسطين لا تزيد عن ثلاثة قرون ونصف قرن - وبعض المؤرخين يرى أنها تبلغ خمسة قرون - فهل المدة التي مكثوها في فلسطين كافية في إثبات حقهم مقابل وجود العرب في فلسطين من قبلهم وبعدهم لمئات القرون؟!!
وأما بالنسبة للحق الديني والوعد الإلهي لإبراهيم عليه الصلاة والسلام وانتسابهم إليه دينياً فهو باطل من وجوه عديدة نذكر منها ما يأتي:-