في أوائل عام ١٣٣١هوجد عبد العزيز آل سعود أنَّ الوقت ملائمٌ جداً لضم الأحساء وإرجاعها إلى دائرة الدولة السعودية، حيث كانت الدولة العثمانية تغوص في مشاكل عِدَّة، والظروف الداخلية مناسبة، فسار متخفِّياً ومموهاً على قبائل العجمان وبني مرّة سيره حتى لا يعترضوه في طريقه حتى وصل إلى الهفوف قاعدة الأحساء بستمائة من رجاله، ووضع خطة حربية تقوم على اقتحام سور (الكوت)[٨٦] وإعلان الحكم لابن سعود.
وحينئذٍ فوجئت الحامية التركية بذلك فسلَّمت في اليوم التالي. وهكذا سقطت الهفوف ومن بعدها القطيف، وغادر بذلك الجنود الأتراك الأحساء إلى العراق عن طريق البحر [٨٧] .
وكان من نتائج توحيد الملك عبد العزيز لمناطق نجد والقصيم وحائل والأحساء استتباب الأمن فيها بعد أن كان شبه مفقود، وترك القبائل عادة النهب والسلب وشن الغارات بعضهم على بعض، وهذا من أهم المكاسب التي جنتها تلك المناطق في دخولها دائرة الدولة السعودية، الأمر الذي مكَّنها بعد ذلك من النهوض والارتقاء وتحسين مستوى المعيشة والدخل والتنمية في جميع المجالات.
المطلب الثالث: ضم الحجاز وعسير وتهامة:
أولاً: ضم الحجاز:
كان يحكم الحجاز قبل الملك عبد العزيز الشريف حسين من قبل الدولة العثمانية، وكانت للشريف حسين بعض المطامع والتطلعات والتحالفات مع بعض الدول لتقوية جانبه وتعزيز مركزه في البلاد العربية.
كذلك لم يهتم الشريف حسين بالأوضاع الداخلية في الحجاز حيث كان الجهل وانتشار بعض البدع وانصراف كثير من الناس عن فهم
الإسلام وعقيدته الصافية، وشيوع الخوف وعدم الأمن في مضارب وبوادي الحجاز.
ولم تكن العلاقة حسنة بين عبد العزيز آل سعود وبين الشريف حسين لتحرُّشات الشريف بالبلاد النجدية ومهاجمته أطرافها، وأسره لسعد بن عبد الرحمن آل سعود شقيق الملك عبد العزيز، وفداؤه بعد ذلك منه [٨٨] .