لعلَّ من لوازم تطبيق الشريعة الإسلامية، والعمل بها إقامة ما تقتضيه من حدود شرعية على مَنْ يقوم بمخالفتها، أو من يرتكب جرماً معيّناً في حقِّ الآخرين.
ولا شكَّ أنَّ الجريمة قد انتشرت وعمَّت في أرجاء شبه جزيرة العرب قبل توحيد الملك عبد العزيز لها، وتنوعت أشكالها وتعددت بواعثها ودواعيها [١٠] .
ولا ريب أنَّ تلك الجرائم كالقتل، والسرقة، والحرابة وغيرها كانت من أعظم خوارم الأمن وترويع الناس وبثّ الرعب فيما بينهم، ولم يكن هنالك مَنْ يردع الظالم عن ظلمه، والباغي عن بغيه، والمعتدي عن عدوانه، فاستشرى الفساد وعمَّت البلوى وكثرت إلى الله الشكوى.
وحينما قام الملك عبد العزيز - يرحمه الله - بتوحيد المملكة العربية السعودية، استشعر أهمية تطبيق الحدود الشرعية وإقامتها بين الناس، وأنَّ ذلك من خصال الإيمان ومقتضيات العقيدة الصحيحة، وتأكيد لمعنى الحياة وأهميتها بين الناس كما قال سبحانه:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[١١] .
فكان من نتائج تطبيق الحدود الشرعية أنْ صلحت أحوال الناس، واستقامت أمورهم، وشاع الأمن، وعمَّت السكينة فيما بينهم.
رابعاً: العدل بين الناس:
أمر الله تعالى بالعدل في كتابه الكريم، وحضَّ عليه بقوله سبحانه:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}[١٢] .