للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت طرق المواصلات في أول عهد الملك عبد العزيز هي الطرق البرية التي كانت تسلكها قوافل الإبل التجارية، أو قوافل الحج، ومضى رَدْح كبير من الزمن وهذه الطرق على حالها، وتعتبر شريان الدولة مع ما يصاحبها من متاعب مثل قلة المراكز الحضارية عليها، وطول المدة التي تستغرقها القافلة للسفر، وكذلك انعدام الأمن وكثرة قطاع الطرق في كثيرٍ من أجزائها، وذلك قبل توحيد البلاد على يد الملك عبد العزيز - يرحمه الله - وكانت وسائل النقل على هذه الطرق هي الإبل، ثُمَّ الخيل، ثُمَّ الحمير في بعض الأحيان للمسافات القصيرة.

وبعد توحيد المملكة وتقرير الأمن وبسطه بين ربوعها وأجزائها، ابتدأ عهد المواصلات الحديثة، وذلك بظهور السيارات في أراضيها وانتشارها بين أيدي الناس، ومن هنا بدأ الملك عبد العزيز بتعبيد الطرق البرية لحاجة الناس إليها، فتمَّ في عهده تعبيد طريق مكة جده وطوله ٧٣ كيلاً، ومكة عرفات منى وطوله ٢٠ كيلاً، والطائف الحوية وطوله ٣٠ كيلاً، وطريق الهفوف عين دار، والبدء في تعبيد طريق مكة الطائف، وطريق جده المدينة، وطريق الرياض الطائف مكة، وطريق الرياض الهفوف الظهران القطيف الجبيل.

كما ظهرت في عهده - يرحمه الله - طرق حديثة قامت بتنفيذها شركة أرامكو، مثل تعبيد طريق الظهران الدمام الخبر بطول ٤٠ كيلاً، وتعبيد طريق يربطها برأس تنورة ٨٠ كيلاً، وتعبيد طرق تربط بين حقول الزيت المختلفة. وكذلك تمهيد طريق جده منجم الذهب، وقد أقامته شركة التعدين السعودية، كما عُبِّدت طرق داخلية في مكة، والمدينة، وجده، والرياض [٥٦] .

كما أنشأ الملك عبد العزيز - يرحمه الله - سكة حديد تربط بين الرياض والهفوف والدمام، وافتتحت عام ١٣٧١ هـ.