لا يملك الإنسان المنصف إلا الإعجاب بالملك باعتباره داعية للحق، والإعجاب بأسلوبه الدعوي لغة وموضوعا، ذلك أن خطابه الدعوي في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، تناول كل ما يشغل الدعاة في المجتمع المسلم، من الدعوة إلى الإخلاص لله، عز وجل في عبادته، وإلى التخلق بأخلاق الإسلام، والتخلص من الرذائل، والمعاصي، وتذكير المخاطبين بما يصلح شأن الأمة الإسلامية، ويرفع عنها كثيرا من الأغلال، كالتخلف، والضعف، وابتعد أسلوب الملك - لاسيما حين يخاطب وفود الحجاج من البلاد الإسلامية - عن المساس بشعب آخر أو بحكام آخرين، وكان ذلك من الملك تمسكاً بأدب الدعوة والدعاة، مع أن الموضوع الذي يتناوله - وهو موضوع عام وله صبغة سياسية - تناوله بعض الدعاة بما يحرج أو يجرح، أو يتسبب في إيقاع الخلاف والفرقة بين البلاد الإسلامية، مما يزيد من تقدير أسلوب الملك، وهو يدعو إلى الله، ويعلم من موقعه المتميز كثيراً مما يستحق النقد والتجريح في بلاد إسلامية عديدة.