أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب، أنا رجل عمل إذا قلت فعلت، وعيب علىّ في ديني وشرفي أن أقول قولاً لا أتبعه بالعمل وهذا شيء ما اعتدت عليه ولا أحب أن أتعوده أبداً وإنما آمر بالسكوت إلى وقت الفعل فإذا فعلنا تكلمنا.. وإذا برز المسلمون للعمل فالعيب.. إن تأخرنا.. وأما كلام الحق الذي يراد به باطل فهو لا نقبله، ولا نقره، ولا نسمعه، وعلينا أن نحافظ على كل شيء يقدم إلينا بأمورنا وأنفسنا على الطريقة الشرعية [١٤] .
قيم خالدة ودرر تترى لو تتلمذ عليها أولئك الذين ابتليت بهم شعوبهم ممن ملئوا الدنيا هديراً وجعجعة فقط فجرُّوا على عالمنا العربي والإسلامي أوخم العواقب [١٥] لو تربوا في مدرسة عبد العزيز، ودانوا بالقيم والأخلاق التي سار عليها لكان حال المسلمين غير ما هم عليه اليوم.
لم يفرط صقر الجزيرة في شيء يتعارض مع دينه وشرفه وأمانته فحقق ما يصبو إليه، وضاع مَنْ تنازل عن كثير من دينه وشرفه وأمانته، سنة الله في النصر والتمكين ولن تجد لسنة الله تبديلا إن الله تعهد بنصر من نصره وخذلان من عصاه وتنكَّب هداه.
وقال في الخطاب الذي ألقاه أثناء استقباله في الطائف كبار رجالات الدولة والشخصيات والأعيان عام ١٣٥١هـ:"..الثاني السُّفهاء الذين يُسوِّل لهم الشيطان بعض الأمور المخلة بأمن البلاد وراحتها فهؤلاء شأني معهم شأن الدّيناميت مع النار [١٦] ".