وقال بمنى أثناء موسم حج عام ١٣٦٥هـ - ١٩٤٦م:"أما قدوتنا إن شاء الله فهو عمر بن الخطاب في الخلفاء الراشدين ذلك الإمام الذي حمل الدقيق على ظهره لإحدى أرامل المسلمين، وفي الأمويين عمر بن عبد العزيز الذي ضرب بعدله وزهده المثل، وإنني أود أن نفنى أنا وأولادي في سبيل الله، والمسلم لا يبيت في فراشه إلا على نية الجهاد، وكذلك من لا يود أن يموت مجاهداً في سبيل الله لا يكون صحيح العقيدة، ولقد سبقت لي في الجهاد صفحات ماضيات ما باليت أن قُطعت عضدي في سبيل الله لأنني لا أقبل في الله لومة لائم، ولأن أكثر ما يهمني هو المحافظة على كلمة التوحيد ثم على محارم المسلمين، ونسأل الله أن يحيينا عبيداً، خاضعين مطيعين له خاشعين في عبادته، صادقين في إيماننا وعلينا بعد ذلك أن نسأل الله تعالى فهو الذي يقول {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[٢٠] ومن عرف سيرة الملك عبد العزيز وخاصة برنامجه اليومي علم أنه لا يطيق ما كان يأخذ الملك عبد العزيز نفسه به إلا أمثال السلف الصالح من الخلفاء العادلين، والعلماء الربانيين، وأتمنى أن يجمع كل ما عرف عن الملك عبد العزيز في هذا الجانب، ويُدرس ويُحلل ويبرز للناشئة إبرازاً لعظماء الأمة رجاء ترسيخ تلك المثل في حياة الناشئة الجديدة.
ويقول الملك عبد العزيز في تصريح صحفي له: "... نحن قوم لا تخيفنا الحروب، ولا يرجفنا صليل السُّيوف، فقد نشأنا على متون الخيول، وسنموت على متونها إذا كان لابد من الحروب [٢١]".
ولما قال والي بغداد من قبل الحكومة العثمانية "جمال باشا السَّفَّاح"لمندوب الملك عبد العزيز - أحمد بن ثنيان -: "إن ابن سعود لا يعرف مقامه، وقد غره أن صفح عنه المشير فيضي باشا. فإن كان لا يقبل بما تطلبه الحكومة، فإن في إمكاني أن أخترق نجداً من الشمال إلى الجنوب بطابورين.