والحقيقة أنه لا يوجد إنسان غير مذنب لأن العصمة لله وحده ولو لم تذنبوا لخلق الله عباداً يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ولكن الذنوب على جملة درجات منها ما لا يمكن معه صفح أو غفران، وهي الشرك بالله، والكذب على رسول الله، وكل إنسان يرى أن هناك أية حجة أو قوة أخرى أقوى من الكتاب والسنة فقد فقد افترى على الله الكذب، والحمد لله الذي وفقنا - نحن المسلمين - إلى تفهم معنى شهادة أن "لا إله إلا الله"وهي تتضمن نفي معنى الشرك، وإثبات العبادة له سبحانه وتعالى ونهي لما نهانا عنه، وهو ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوه، تعالى الله عما يصفون، ونحمده تعالى على أنه جعل هذه الأحكام لطفاً منه بنا، والإنسان إذا كان مسلماً يضع لنفسه نظاماً يسير بمقتضاه، فما يخالف كتاب الله أو سنة رسوله فذلك هو الضلال المبين نعوذ بالله منه، ومن أعظم ما يثبت علينا ديننا هو تمسكنا بالشهادتين وبمعناهما الصحيح من إثبات العبودية لله، والإيمان بنبيه ورسوله الذي نجده أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وعيالنا ويجب أن نقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت ما استطعنا إليه سبيلاً.
أما أحكام المذاهب فلسنا نخالفها في شيء وهي مذاهبنا جميعاً، من مذهب الحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي، ومذهبنا هو اتباع الدليل حيث يكون، فإن فقد الدليل ولم يكن هناك إلا الاجتهاد اتبعنا ابن حنبل وما جاء في الكتاب والسنة، ونحب المسلمين جميعاً، ونرجوا لهم الخير والفلاح والسعادة، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويجمعنا على كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"إنه سميع قدير".