هذا ولا يفوتني أن أقول: إن هذا جهد المُقِلّ، فما كان فيه من صوابٍ فهو من فضل الله وتوفيقه لي، وأشكره سبحانه على ذلك. وما كان فيه من خطأٍ، فأستغفر الله منه وأتوب إليه. وأرجو ممن قرأه ووجد فيه خللاً أن يُنبهني إليه امتثالاً لقوله تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[٢] . وسأكون شاكراً لنصحه وتوجيهه، وله من الله الأجر والمثوبة.
وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجعله في موازين أعمالي يوم ألقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم،،
تمهيد:
في تعريف الدعوة السلفية وضرورة الدعوة إليها:
تعريف الدعوة:
الدعوة في اللغة: المرة الواحدة من الدعاء، وتداعى القوم دعا بعضهم بعضا حتى يجتمعوا. والدعاة قوم يدعون إلى بيعة هدى أو ضلالة، وأحدهم داع، ورجل داعية إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين أدخلت الهاء فيه للمبالغة [٣] .
وفي تهذيب اللغة: المؤذن داعي الله، والنبي صلى الله عليه وسلم داعي الأمة إلى توحيد الله وطاعته [٤] .
قال عز وجل مخبراً عن الجِنِّ الذين استمعوا القرآن وولّوا إلى قومهم منذرين {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ}[٥] .
وفي تاج العروس:"ودعوة الحق شهادة أن لا إله إلا الله"[٦] .
وفي المصباح المنير:"دعوتُ الله دعاء ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير، ودعوت زيداً ناديته وطلبت إقباله. والجمع دعاة وداعون مثل قضاة وقاضون، والنبي صلى الله عليه وسلم داعي الخلق إلى التوحيد"[٧] .
وفي المعجم الوسيط:"دعاه إلى الشيء حثه على قصده، يقال: دعاه إلى القتال، ودعاه إلى الصلاة، ودعاه إلى الدين، وإلى المذهب، حثه على اعتقاده"[٨] .