للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [٧٥] .

وقال عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا..} [٧٦] .

يقول الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ عند هذه الآية: "هذا وعد من الله تعالى لرسوله ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي أئمة الناس والولاة عليهم وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد، وليبدلنهم من بعد خوفهم من الناس أمناً وحكماً فيهم" [٧٧] .

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ: "هذا من وعوده الصادقة التي شوهد تأويلها ومخبرها، فإنه وعد من قام بالإيمان والعمل الصالح من هذه الأمة، أن يستخلفنهم في الأرض، فيكونوا هم الخلفاء فيها المتصرفين في تدبيرها، وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وهو دين الإسلام الذي فاق الأديان كلها، وارتضاه لهذه الأمة لفضلها وشرفها، ونعمته عليها، بأن يتمكنوا من إقامته، وإقامة شرائعه الظاهرة والباطنة، في أنفسهم وفي غيرهم..."إلى أن قال: "ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة، مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح، فلابد أن يوجد ما وعدهم الله" [٧٨] .

ويمكن إيجاز بعض الأعمال والجهود الهامة التي قام بها الملك عبد العزيز وكان لها الأثر الكبير في تأسيس قواعد المملكة، وإيجاد وحدة مترابطة ومتماسكة بين أفراد هذا الوطن الغالي في الفصل التالي