ثانياً: مدارس المرحلة الابتدائية بالمدينة التابعة لمديرية المعارف
يقصد بالتعليم الابتدائي في المصطلح التربوي المعاصر؛ ذلك التعليم الذي يعالج التلميذ بالتربية من سن السادسة إلى سن الثانية عشرة، أي في الست السنوات الأولى من حياته التعليمية المدرسية على أساس أن السنوات من سن السادسة إلى سن الثانية عشرة تكوّن مرحلة متميزة من مراحل نمو الطفل.
وقد حرصت مديرية المعارف أن يكون التعليم في هذه المرحلة مبنياً على أهداف إسلامية سامية لأنها القاعدة الأساسية للهرم التعليمي إذ يتزود منه مراحل التعليم التي تليه.
كان التعليم الابتدائي منذ قيام مديرية المعارف سنة١٣٤٤هـ وحتى عام ١٣٥٨هـ يشتمل على مرحلتين:
أ/ المرحلة الأولى: التحضيرية الأميرية (وهي التي تؤهل الطالب للالتحاق بالمرحلة الابتدائية) . وكانت هذه المرحلة معروفة في المدينة منذ العهد العثماني، فكان بها أربع مدارس تحضيرية يتكون كل منها من أربع فصول. كما عرفها أهل المدينة خلال العهد الشريفي، فكانت مدة الدراسة بها سنتان، ويدرّس فيها – باللغة العربية – مبادىء التجويد ومبادىء العلوم الدينية (الفقه والتوحيد) والإملاء العربي، والقراءة العربية، ومبادىء الحساب، والخط.
ولما قامت مديرية المعارف في هذا العهد الزاهر أبقت هذه المرحلة وعملت على تطويرها وتحسين مستوى التعليم فيها؛ فجعلت مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، وجعلتها مرحلة لازمة على الطالب تسبق مرحلة الدراسة الابتدائية، ويقبل فيها الطالب من سن السادسة، ويمكن في بعض الحالات قبول الطالب في سن الخامسة إذا كانت لديه مقدرة كافية على حفظ الدروس وفهمها.
وقد لقيت هذه المرحلة قبولاً في القرى والهجر البعيدة عن المدن، فكانت أكثر انتشاراً، وبذلك تحققت سياسة الملك عبد العزيز - يرحمه الله - التي تهدف إلى محاربة الجهل المتفشي في القرى والهجر النائية أكثر منه في المدن.