كان أولها تأسيساً المدرسة (الرشدية) ، فكانت بمستوى المرحلة المتوسطة، وفي العهد الشريفي أسست المدرسة (الراقية) سنة ١٣٤٠هـ، وهي مرحلة بعد التحضيرية، فالطلاب الذين يتخرجون من المدرسة التحضيرية يلتحقون بالمدرسة الراقية. وكلاهما في المدرسة الإعدادية التي سميت (الناصرية) في العهد السعودي وكانت (بين المسجد النبوي وباب المجيدي في المكان الذي كان يسمى بالمناصع) .وكانت مدة الدراسة فيها أربع سنوات، يدرس فيها باللغة العربية: القرآن الكريم، والتجويد، والتفسير، والتوحيد، والفقه، والنحو، والصرف، والبلاغة، والأدب، والتمرن على الخطابة، والإملاء والقراءة، والتاريخ، والجغرافيا، والحساب، ومبادىء الهندسة، وأصول مسك الدفاتر، وحسن الخط، والرياضة.
وكانت أول وآخر دفعة تخرجت فيها سنة ١٣٤٢هـ وعميدها حينذاك الشيخ عبد القادر الشلبي. وما كان التعليم في هذه المدرسة وغيرها من المدارس الحكومية في عهد الأشراف إلا قشوراً وسطحياً وضئيلاً، وكان مظهراً أكثر منه مخبراً، وكان الإنفاق عليه ضئيلاً. وقد ذكر الشيخ محمد بهجة البيطار في رحلته إلى نجد والحجاز سنة ١٣٣٨هـ أنه زار المدينة والتقى الشيخ عبد القادر الشلبي الطرابلسي مدير المعارف حينذاك فدارت بينهما مذاكرات في شأن الدروس العربية وأهميتها ومكانتها، فذكر له من أمر المعارف ما ساءه أمره، ولم يسره ذكره. إلا أن من محاسنهم في هذا الجانب تعريب التعليم وجعله مجاناً.