وبهذا يندمج الأصم مع المجتمع، ويتفاعل معه ويشعر بأنه عنصر فعّال فيه يقدم خدمات لأفراده من خلال المهنة التي اكتسبها، وفي الوقت نفسه يتوفر له عمل شريف يحفظ له ماء وجهه ويوفر له من المال ما يسد احتياجه واحتياج أسرته، بدلاً من أن يُنظر إليه نظرة الشفقة والعطف من المجتمع. خصوصاً وأن الأصم يشعر بعزلة شديدة عن المجتمع لأنه فقد وسائل الاتصال بالمحيطين به: النطق والسمع معاً. فينشأ منذ الصغر في عزلة عن الأقران والرفاق مما يسبب له آثاراً نفسية سيئة تزيلها الأهداف السامية والجهود المخلصة لمعاهد الأمل للصم.
ج - معاهد التربية الفكرية:
معاهد التربية الفكرية في المملكة العربية السعودية هي النوع الثالث من معاهد التعليم الخاص ويلتحق بها فئة من الطلاب حالتهم أصعب من حالة الطلاب المكفوفين، والطلاب الصم؛ لأنهم ابتلوا بنقص في الذكاء، والإدراك الذي لا يجعلهم كالأطفال العاديين، وقد يكون هذا النقص شديداً مما يجعل تعليمهم فيه نوع من التحدي الذي يحتاج إلى بذل مزيد من الجهد والصبر. وقد أخذت حكومة المملكة على عاتقها رعاية وتعليم المواطنين جميعهم فأنشأت من أجلهم معاهد التربية الفكرية التي تهدف إلى ما يلي:(١)
١ ـ تنمية قدرة الطفل من هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة على التعامل مع الآخرين عن طريق الاشتراك في المواقف والخبرات الاجتماعية المناسبة المتكررة بهدف تحقيق التوافق الاجتماعي، وذلك عن طريق برنامج نشاط اجتماعي، يعتمد على المشاركة والمساهمة في مواقف مشوقة.
٢ ـ غرس القيم الدينية والخلقية الإسلامية السائدة في المجتمع.
(١) وزارة المعارف المديرية العامة لبرامج التعليم الخاص مناهج مرحلة التهيئة (التحضيرية) والمرحلة الابتدائية لمعاهد التربية الفكرية (٩٣/١٣٩٤هـ) ص١.