٢- إن الناظر لمنهج مادة الفقه عبر السنوات الست التي يدرسها الطالب في مرحلة التعليم الإبتدائي يلاحظ التركيز على موضوعات الطهارة، والوضوء، وأداء الصلاة، التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهذا من أجل تعويد الطالب منذ الصغر على أداء الفرائض والواجبات الدينية، وإذا كانت الصلاة لا تلزم الصغير لعدم تكليفه بها فإن منهج التربية في الإسلام يوجب على كل من يتولى رعاية الطفل والإشراف عليه أن يدربه على أداء الصلاة ويعوده ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم:"مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع".
... وهذا التعويد المبكر لإقامة الصلاة الذي يتناسب مع هذه المرحلة التعليمية يكسب الطالب العديد من الخصال الخيرة، والصفات الحسنة كالطاعة والنظام، والعفة والطهارة، والطمأنينة والسكينة، والحيوية والنشاط، واستحضار عظمة الله عز وجل ودوام الصلة به، والشعور بحلاوة الإيمان، فتتأصل في نفسه هذه العبادة العظيمة وتضيء له من نورها في طريق حياته ومستقبله.
٣- عرضت المسائل العلمية لمادة الفقه وفق مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله دون الرجوع إلى رأي المذاهب الأخرى فالطالب في هذه المرحلة لا يُمكِّنه سِنّه من عرض الموضوع ومناقشته على ضوء المذاهب الفقهية الأخرى والتعرض للآراء المتعددة في المسألة الواحدة والترجيح بينها، والتي قد تشوش فهمه للمادة، وقد رجع مؤلفوا منهج المادة إلى عدة مراجع هامة في المذهب كزاد المستقنع لموسى الحجاوي، والروض المربع لمنصور البهوتي، والمغني لابن قدامة.