للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الحقائق المعلومة أن معلم التربية الإسلامية له دور كبير في توجيه سلوك التلاميذ وإكسابهم الحقائق والمعلومات الصحيحة وتدعيم القيم الدينية والاتجاهات وطرق التفكير عن طريق النشاطات السابقة، وعن طريق أخذ الطلاب إلى خارج المدرسة لمشاهدة آيات الله وقدرته في هذا الكون من أجل ترسيخ الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى وعن طريق دروس الفقه بتطبيق بعض الدروس عملياً في موضوعات الوضوء والتيمم والصلاة، والبيع والشراء واستخدام القصص الدينية لغرس المثل والفضائل.

ومن المراعاة النفسية أن غرس محتوى علوم التربية الإسلامية ينمي في نفوس التلاميذ الشعور الديني والعواطف الدينية كعاطفة الحب في الله، وعاطفة الخوف من الله تعالى إذ أنهما من أكبر الدوافع والحوافز اللتان يمكن استخدامهما في فعل الطاعات وتنفيذ المأمورات وترك المنهيات دون اللجوء إلى سلطة أو سطوة أو حاجة إلى عقاب لتنفيذ الأوامر والنواهي والتزام النظام والقانون.

ومن الأمور الهامة التي راعاها المحتوى الدراسي لعلوم التربية الإسلامية مراعاته للحاجات النفسية للطالب كالحاجة إلى المحبة والرضا، والحاجة إلى التقدير والمكانة الإجتماعية، والحاجة إلى النجاح والإنجاز، والحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الفهم والمعرفة.

ولا شك إن من أهم الحاجات النفسية التي يجب اشباعها مايسمى (بالحاجة إلى الأمن) فليس هناك أقدر من إشباع هذه الحاجة وتحقيق الاستقرار النفسي والصحة النفسية للطالب من تدريس وتعليم علوم التربية الإسلامية وقد قال الله تعالى: { ... أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (١) .

وقد ذكر علماء النفس أن الولد منذ الصغر يحتاج إلى الرعاية والكفالة من قبل والديه وممن حوله من الإخوة والأقارب خصوصاً في مرحلة التعليم الأولى فإن لم يتحقق له ذلك فقد شعوره بالأمن واكتنفه الخوف فكان ذلك من أقوى العوامل للإصابة بالأمراض النفسية.


(١) سورة الرعد، الآية (٢٨) .