للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد نشأ جيل جديد، وجد نفسه في نعمة هذه الوحدة والجماعة، ولم يكن قد عرف ضدها، وأخشى أن يلهو ويغتر، وينسى سبب نعمته، فتنتقض عليه عروتها الوثقى، وتنقطع به أسباب أمنه وهدايته، وتحل عليه بديلاتها، من عوامل الفرقة والخوف، وأسباب الرعب والدمار، ومروجات الكذب وتكذيب الحق والشر، مما يغزوه به الشياطين، عبر الأقمار الصناعية وغيرها من عقائد الكفار وأفكارهم.. (١) .

ولقد بلينا في هذا الزمن على الخصوص، بغزو ماكر، بمناهج دعوية، تتزيا بلباس الدعوة الإسلامية، وهي دخيلة عليها، لأنها تخلط الحق بالباطل، والسنة بالبدعة وتستمرئ عداوة أهل التوحيد وأنصاره، وموالاة أهل الشرك وأعوانه، ومن ذلك: أنها تدعو إلى اعتقاد أنه ليس للمسلمين الآن جماعة، ذات ولاية وبيعة شرعية (٢) ويبنون ذلك المعتقد الفاسد، على ما يؤصلونه من الباطل في مفهوم الجماعة، من أنها إنما تطلق في النصوص الشرعية إطلاقين لاغير:

إطلاق من حيث البناء والكيان، وإطلاق من حيث المنهج والطريقة.

فمن حيث البناء والكيان: "فالجماعة هي التي اتفقت الآراء فيها على إمام واحد بعقد بيعة، ... فهذه هي التي يحرم الخروج عليها، وهي التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيها لحذيفة رضي الله عنه: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " الخ "


(١) ينظر: عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية، وأثرها في العالم الإسلامي، ط المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية، ص١٥.
(٢) ينظر: كتاب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة، دراسات حول الجماعة والجماعات، تأليف عبد الحميد هنداوي ط٢/ عام ١٤١٦هـ، ١٥-١٩. نشر: مكتبة التابعين بالقاهرة.