للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكن هذا الإمام العام غير موجود، إلا في الذهن، ولا ينبغي أن يشتبه علينا وجود الذهن بوجود العين، فنظنهما واحداً، إذ وجود الذهن، لا حقيقة له فيما خرج عن الذهن، كوجود الإمام العام، فإنما وجوده في الذهن فقط، أمنية، نسأل الله تعالى تحقيقها، لكن لا يصح تحقيقها بأن يكون عمل جمعية الدعوة إلى الله تعالى لتأييد إمام معدوم العين، وتعتقد أن الله تعالى ألقى على عاتق هذا المعدوم واجبات، من إقامة شرع الله في الأرض، والجهاد في سبيله، فالله تعالى لا يلقي واجباً على عاتق معدوم، فكيف نعتقد ذلك ونعمل له؟!، هذا هو ما تعمله الرافضة وتعتقده في الإمام المعصوم تماماً، وذلك عقيدة فاسدة، وعمل باطل.

وإنما يصح تحقيق تلك الأمنية عن طريق العمل الصالح، المبني على العقيدة الصحيحة، المطابقة للواقع، بتأييد إمام موجود، وجود عين، وإن لم يكن عاماً، فسيكون عاماً بسلوك هذا الطريق،كما لو تم ذلك بتأييد ولي الأمر في المملكة العربية السعودية، الإمام السعودي، وإعانته على الواجبات التي ألقاها الله على عاتقه، من إقامة شرع الله، وحج بيت الله الحرام، والجهاد في سبيله.

وأما الإطلاق الثاني على زعم هؤلاء: فهو إطلاق الجماعة من حيث المنهج والطريقة، قالوا: وهذه لا يمكن حصرها في واحدة من الجماعات الإسلامية القائمة الآن، المعروفة بأسمائها وقادتها ونظمها وأعضائها (١) ، يعني كالإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ، وحزب التحرير، وغيرها، لأنها كلها ليست إلا وسائل للدعوة جائزة وعلى هذا قالوا: إنه لا يضير المسلم، أن يختار من هذه الجماعات ـ التي ليست إلا وسيلة للدعوة ـ جماعةً، يراها أقرب إلى الحق والصواب (٢) !.


(١) ينظر: كتاب الغلو في الدين، تأليف عبد الرحمن اللويحق ط٤/ عام ١٤١٧هـ، ص٢٠٥-٢١٠.
(٢) ينظر: المرجع السابق.