فأحب أن أنبه بهذا البحث على أن ذلك لم يأت زمنه بعد، ولا يعلم متى يأتي زمانه إلا الله تعالى، وأنه من المعلوم قطعا، أن زماننا هذا، لا ينطبق عليه حكم الاعتزال، كما يروجه دعاة الضلال، لأن المسلمين اليوم لهم جماعة وإمام، هي: المملكة العربية السعودية وإمامها، التي ترفع راية التوحيد، ولا يعبد تحت تلك الراية، وداخل سلطانها، إلا الله، وحده لا شريك له، ويحكم أهلها بشريعة الله، ولا تستحل فيها الحرمات والمحرمات، ولا تزال قائمة على هذا، بالحق ظاهرة منصورة ولله الحمد والمنة، لا يجوز لمسلم أن يدعو أحدا من رعاياها إلى اعتزالها، بشبهة أننا في زمان ليس فيه للمسلمين جماعة ولا إمام.
ومن دواعي هذا البحث أيضا أننا بحاجة ماسة، لتسليط ضوء العقيدة الإسلامية في مفهوم الجماعة، على وحدة المملكة العربية السعودية، بالبحث العلمي، والتوضيح والبيان، كما أخذ الله ميثاق الذين أوتوا العلم، ليبينُنَّهُ للناس ولا يكتمونه، ولئلا يُنطلق في الدعوة إلى وحدة الأمة الإسلامية، من فراغ في العقيدة، وجحد للحق وبطر، وغمط لجهود الملك عبد العزيز رحمه الله الخيرة، في تحقيق مفهوم الجماعة.
هذا ولم أر فيما كتب عن الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ على كثرته، من كتب عن جهوده في تحقيق المفهوم الشرعي للجماعة، بهذا الشكل والمضمون.
فلأجل ذلك اتجهت للبحث في جهود الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ في تحقيق مفهوم الجماعة، وأسأل الله تعالى ذا الجلال والإكرام، الذي لا إله غيره، أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، مقبولا لديه يوم الدين، وأن يعين بمنه وكرمه على إتمامه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وأصحابه، والتابعين، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين..