للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن الناس من يلجأ إلى المغالطة والتحريف, وقد شاع هذا في الأوساط التي تدعي الثقافة الذين يزعمون أن قدماء الهنود وقدماء المصريين واليونان والعرب القدامى أن هؤلاء وهؤلاء كانوا موحدين والذي ألجأهم إلى هذا القول أنهم جميعا كانوا إلى حد ما يقرون بالربوبية لذى الجلال جل شأنه, ولكن هذا الإقرار لا يفيدهم شروى نقير طالما أنهم أشركوا به العباد والمحكومين في العبادة والذل والتماس النفع وموقع الضر وإلا فهل يعقل أن الذين أشركوا مع الله سبحانه كرشنا وأدونيس وأميون وأزيريس أن هؤلاء كانوا موحدين بل وأشركوا القطط والبقر والحيات والعجول انه لمنطق ساقط ما في ذلك شك٠

ومن الناس من يجنح إلى المغالاة الخارجة على كل منطق وذوق كأولئك الذين غلوا في المسيح عليه السلام فجعلوه إلها وما تسرب الشرك إلى الأمم السابقة إلا عن طريق الغلو ومما يروى عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "إنما أهلك من كان قبلكم الغلو إلا أني أنهاكم عن ذلك "وقد رد الحق تبارك وتعالى على غلو النصارى في المسيح بقوله: {ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام} ٠الآية ومن لزوم أكل الطعام إخراج الفضلات فأي اله هو. ولذا قال الحق تبارك وتعالى في آخر الآية {أنظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون} . وللأسف قد شاعت الغلوات حتى في أمتنا الإسلامية فغلوا في البدوي والجيلاني والعيدروس جميعا بل قال شاعر العبيديين عن المعز العبيدي:

ندعوه منتقما عزيزا قادراً غفار موبقة الذنوب صفوحا

تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا٠