قال الشيخ:"ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها "[١٧]
وقال أيضا: يبين الضرورة إلى الجماعة ولو كانت صغرى، "الأئمة مجمعون من كل مذهب، على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على إمام واحد ولا يعرفون أحدا من العلماء ذكر أن شيئا من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم"[١٨]
وقال أيضا "من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا، ولو كان عبدا حبشيا، فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيانا شائعا ذائعا، بوجوه من أنواع البيان شرعا وقدرا ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم، فكيف العمل به "[١٩] .
إلى غير ذلك من النصوص الشرعية المحكمة، وأقوال العلماء، التي تبين مدى الاحتياج إلى الجماعة، وضرورة تحقيقها.
وقد كانت حاجة الناس في الجزيرة العربية إلى الجماعة والسمع والطاعة، والأمن والاستقرار شديدة، فالحجاز ونجد وما حولهما من البلدان لم تنعم بالجماعة على المفهوم المراد شرعا، أي لم تنعم بحكم صالح قوي يوحد أجزاءها، ويحكم سير الأحداث فيها بعلم وعدل، ويوجِد فيها أمنا شاملا، وسياسة رشيدة مستقرة، مثل ما نعمت به في ظل دول أنصار التوحيد من آل سعود، منذ حكم الأخيضريون اليمامة وما حولها في سنة ٢٥٣هـ تقريبا.
وكل هذا جرى قبل توحيد الملك عبد العزيز أرض المملكة حرسها الله.