استجاب عبد العزيز رحمه الله لفضل الله وتوفيقه، ولبى حاجة البلاد والعباد، إلى تحقيق مفهوم الجماعة، وقام بجهوده الموفقة العظيمة لإقامة الجماعة وتحقيق مفهومها على ضوء الكتاب والسنة، فإلى توضيح ذلك بالمبحث التالي:
٣- الاستجابة
أي استجابة الملك عبد العزيز بجهوده المباركة الموفقة، لداعي حاجة الأمة، واستجابة الأمة لهذه الجهود، وتفاعلها معها.
لقد بذل عبد العزيز الملك الإمام رحمه الله جهودا عظيمة لتحقيق مفهوم الجماعة، وذلك بالأمور الآتية:
أـ توحيد المملكة بالإخلاص واتباع السنة:
حقق الملك عبد العزيز التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، في نفسه أولا، وجاهد لإعلاء كلمة التوحيد، والحرص عليها، ويعتمد في جميع أعماله على الله وحده لا شريك له، فلما حقق التوحيد غاية ووسيلة، سهل الله له طريقه، ونصره على أعدائه.
قال عبد العزيز رحمه الله:"أسست هذه المملكة، من دون معين.. وكان الله القدير وحده معيني وسندي، وهو الذي أنجح أعمالي "[٢٤] ، يروي الزركلي قال: أخبرني أحد ضباط القصر الملكي، قال: رأيت الملك عبد العزيز، في الهزيع الأخير من الليل، عند صلاة الفجر، يتمسك بأستار الكعبة ويدعو الله، بهذا الدعاء العجيب:"اللهم إن كان في هذا الملك خير لي وللمسلمين، فأبقه لي ولأولادي، وإن كان فيه شر لي وللمسلمين فانزعه مني ومن أولادي "[٢٥]