أما إذا اعتدى معتدٍ وبغى، يريد تمزيق وحدة المملكة، وتفريق جماعتها، فلن يسمح له بحول الله وقوته، كما قال عبد العزيز:"في بلاد العرب والإسلام أناس يساعدون الأجنبي على الإضرار بجزيرة العرب والإسلام وضربها في الصميم، وإلحاق الأذى بنا.. ولكن لن يتم لهم ذلك إن شاء الله وفينا عرق ينبض "[٥٣] .
يروي رئيس أنصار السنة الشيخ محمد حامد الفقي عنه فيقول: سمعته يوما وقد دخل عليه البطل خالد بن لؤي رحمة الله عليه عقب إطفاء فتنة الدويش، يقول له:"اسمع يا خالد، اسمعوا يا الإخوان، أنا عندي أمران لا أتهاون في شيء منهما، ولا أتوانى في القضاء على من يحاول النيل منهما ولو بشعرة: الأول كلمة التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، إني والله وبالله وتالله أقدم دمي ودم أولادي وكل آل سعود فداء لهذه الكلمة لا أضن به. والثاني هذا الملك الذي جمع الله به شمل العرب بعد الفرقة، وأعزهم بعد الذلة، وكثرهم بعد القلة، فإني كذلك لا أدخر قطرة من دمي في سبيل الذود عن حوضه. وقد عودني الله سبحانه وتعالى من كرمه وفضله أن ينصرني على كل من أراد هذا الملك أو دبر له كيدا، لأني جعلت سنتي ومبدأي أن لا أبدأ أحدا بالعدوان، بل أصبر عليه وأطيل الصبر على من بدأني بالعداء، وأدفع بالحسنى ما وجدت لها مكانا، وأتمادى في الصبر حتى يرميني البعيد والقريب بالجبن والضعف، حتى إذا لم يبق للصبر مكان ضربت ضربتي فكانت القاضية، وكانت الآية على ما عودني الله من فضله، والحمد لله رب العالمين "[٥٤]
وصدق عبد العزيز، وصدق ورثته من بعده، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فصدقهم الله تعالى، وله الحمد والمنة.