ومن هنا نرى أن شعوب المملكة العربية السعودية وقبائلها، رعاةً ورعية، قد استجابوا قدراً وشرعاً، لما تفضل الله تعالى به على الملك عبد العزيز، من جهود مباركة في تحقيق مفهوم الجماعة، فالتزموا السنة والجماعة، وتمسكوا بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم بتقوى الله والسمع والطاعة، حتى صارت المملكة بتوفيق الله وفضله، معقد جماعة المسلمين، ونواة وحدتهم العظمى، كما هو الواقع، ويدل على ذلك من الواقع أيضا، أن كل من حقق الإسلام والسنة، وتمسك بمنهج السلف الصالح وأهل الحديث، ونبذ الأهواء والبدع، وعلم تاريخ المملكة على حقيقته، في جميع أنحاء الأرض، نراهم ولا سلطان للمملكة عليهم، يستجيبون لإصلاحات هذه المملكة، ويعتبرونها قبلتهم، وقلب الإسلام النابض، وقدوتهم، وسوادهم الأعظم، ومركز ثقلهم.
فقد اتصفت المملكة العربية السعودية، بصفة الجماعة شرعا وقدراً، وملكها هو إمام المسلمين في سلطانه، يجب أن يطاع بالمعروف، ويحرم الخروج عليه، ومن خرج عليه، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فإن مات فميتته جاهلية، ويلقى الله ولا حجة له، وجزاؤه في الدنيا أن يضرب عنقه بالسيف حتى الموت [٥٥] .
وسيبقى تحقيق مفهوم الجماعة، في وحدة المملكة العربية السعودية، إن شاء الله تعالى، حتى يأتي أمر الله، قال تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأنفال:٥٣. وقال تعالى:{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} الرعد:١١.