ومن خطبة له بمكة يقول:"أنا بذمتكم وأنتم بذمتي، والدين النصيحة، أنا منكم وأنتم مني، هذه عقيدتنا في الكتب بين أيديكم، فإن كان فيها ما يخالف كتاب الله، فردوه علينا، وما أشكل عليكم منها فسلونا عنه، والحكم بيننا وبينكم في كتاب الله وحده، وما جاء في كتب الحديث والسنة".
ويقول:"ما كنا عرباً إلا بعد ما كنا مسلمين، كنا عبيداً للعجم، ولكن الإسلام جعلنا سادة، ليس لنا فضيلة إلا بالله وطاعته واتباع محمد، ويجب أن نعرف حقيقة ديننا وعربيتنا ولا ننساهما ".
"كل حرية باطلة إلا حرية الإسلام، والإنسان لا ينفع إلا بالدين، ونحن لا نبغي محاربة أوروبا، وإنما نطلب حقوقنا باتحادنا، فنعتصم بالله، والإسلام أكبر وسيلة وأكبر حصن، هو أكبر مزايا الحسب والنسب، فيجب على المسلم محبة دينه وشعبه ووطنه".
وفي خطبة أخرى ارتجالية، كسائر خطبه التي يلقيها، يعلن الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ جملة الخلاف الذي يحمل السلاح من أجله، وصلة ذلك بالعقيدة الإسلامية، حيث يقول:"يقولون أننا لا نصلي على محمد، وأنا نعد الصلاة عليه شرك بالله، نعوذ بالله من ذلك، ويقولون أننا ننكر شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، معاذ الله أن نقول هذا، وإنما نطلب من الله أن يشفع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونقول: اللهم شفع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} ، وندعو الله أن يشفع فينا الولد الصغير، ونقول: اللهم اجعله فرطاً لأبويه، ولا نطلب الشفاعة من الطفل، وأما محبة الأولياء الصالحين فمن ذا الذي يبغضهم؟ ولكن محبتهم الحقيقية هي العمل بما عملوا به واتباع سنتهم في التقوى، هذا الذي نحن عليه، وهذا الذي ندين لله به، فإن كان عندكم ما ينقضه في كتاب أو سنة فأتونا به لنرجع إليه". ثم قال:"أعيذكم بالله من التقية، لا تكتموا علينا شيئاً".