ولا شك أن هذه الأمور المتقدمة تعتبر أساساً مهماً في عقيدة المسلم، يجب أن يلتزم بها، ويبتعد عما يخدش في دينه أو يؤثر في عقيدته، وهكذا يكون ـ أيضاً ـ الحوار البناء الهادف بمباركة وموافقة من الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ حيث إن هذا البيان كان بطلب من أحد علماء الحجاز، فقد قال للملك عبد العزيز:"اجمعنا بعلماء نجد نتباحث وإياهم في الأصول والفروع"، فأجابه الملك:"قريباً تجتمعون".
ومن هنا يتضح لنا أن الملك عبد العزيز كان يركز بقوة على منهج السلف الصالح في العقيدة، وتمسكه بتعاليم القرآن والسنة، وتأييده لعلماء الشرع في هذا الجانب الهام، وكان يقول ـ رحمه الله ـ:"إن أفضل البقاع هي التي يقام فيها شرع الله، وأفضل الناس من اتبع أمر الله".
ومن جملة أقواله ـ أيضاً ـ الدالة على شدة تمسكه بالجانب الديني والتزامه بالمنهج السلفي، خطبته الشهيرة في غرة ذي الحجة ١٣٤٧هـ عندما خطب الحجيج بمكة، فقال:"يسموننا بالوهابيين، ويسمون مذهبنا الوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش، نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض، نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأتِ محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق عندنا بين الأئمة مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، كلهم محترمون في نظرنا".