وهو في سبيل هذه العقيدة يقف أمام تيارات الوثنية والخرافات الشركية دون مداهنة أو مجاملة، حتى وإن كان في هذه المداهنة كسباً سياسياً، أو مغنماً شعبياً، يوضح ذلك الدكتور عبد الله التركي بقوله في كتابه "الملك عبد العزيز والمملكة المنهج القويم في الفكر والعمل": "عُرف عن كثير من الساسة الذين يهمهم الكسب السياسي ـ فحسب ـ أنهم يجاملون الناس ويداهنون العامة في أمور العقائد، بل إن منهم من يشارك العامة خرافاتها ووثنياتها رغبة في الشعبية وطلباً للتأييد، وكان من مقتضيات المجاراة العرفية في منطق السياسيين الذين يضحون بالعقيدة من أجل أهوائهم السياسية أن يجاري الملك عبد العزيز بعض الأعراف وطوائف من العوام في البدع والخرافات التي تنال من جلال التوحيد، ولكنه لم يفعل لأن التوحيد أغلى وأسمى وأعظم من أي اعتبار آخر".
ومن فرط اهتمامه وإحساسه بمعاني التوحيد، يقظته القوية لأي قول يجرح التوحيد أو يخل بالعقيدة، حيث التقى يوماً بزعيم عربي وفي أثناء الحديث أراد هذا الزعيم التأكيد على مسألة معينة، فقال مخاطباً الملك عبد العزيز:"وحياة رأسك، فرمقه الملك عبد العزيز بنظرة موحدة، وقال له: قل والله".