وفي هذا الصدد يقول حافظ وهبه:"إن من أعظم المشروعات الإصلاحية التي قام بها الملك عبد العزيز: مشروع تحضير البادية وإقطاعهم الأراضي للسكنى والزراعة، وتعليم المبادئ الدينية ومكارم الأخلاق". ولا شك أنه حصل نجاح عظيم لإصلاحات الملك عبد العزيز وإقبال على دين الله خاصة من البدو الرحل، فقد أقبلوا على الهجر يبنونها بمساعدة الملك عبد العزيز، ويبني لهم المساجد، ويبعث إليهم المشايخ والأئمة وطلبة العلم يعلمونهم دين الله الذي جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى تم تهجيرهم وأقبل الناس على بناء حضارة إسلامية، وأغدق الله عليهم من نعمه الكثيرة في الدين والدنيا، والعلم والقراءة، والأمن والاستقرار، وما لا يحصى من النعم".
وكان من نتيجة توطين البادية ومشروع الهجر، وتأصيل العقيدة الإسلامية والتوحيد الخالص في نفوس أبناء القبائل التي كانت متعادية متناحرة، ما ذكره الزركلي بقوله: " ... وكانت النتيجة ما نراه، يسير الأعزل المنفرد راكباً أو راجلاً يحمل الذهب والفضة والقراطيس المالية، فيطوف شبه الجزيرة، سهولها وحزونها، وعامرها وغامرها، فلا يعترضه من أهلها معترض ولا يخاف صولة طامع أو وثبة لص".
وهذا من فضل الله تعالى لعباده المؤمنين الصادقين الذين يعبدونه ولا يشركون به شيئاً، وتوفيقه جلت قدرته للملك عبد العزيز عندما أعانه ووفقه لمثل هذا المشروع العظيم فأحيى السنة المحمدية وقمع البدعة المحدثة.