للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيا معشر المسلمين عليكم أن تضعوا أسسا وأسبابا للاجتماع وعدم التفرق والاختلاف لتكونوا أمة واحدة، فتسعدوا في الدنيا والآخرة، فعليكم أن لا تجمعوا الجفوة والوحشة والتباعد في الأرواح والأشباح والاتجاهات هي صفاتكم، لأن هذا لا شك نقص ومبادئ مرض منتهاه ونتيجته التفرق والاختلاف، إنما عليكم أن تزيلوا هذا الداء قبل أن يتخلل القلوب ويستحكم في النفوس فيبدوا على الجوارح فتظهر أعلام التفرق القاتمة وأسنته الفتاكة التي تجعلنا تحت براثنه فتمزقنا وتهوي بنا نحو الحضيض فحينئذ لا ينفع العلاج.

أيها المسلمون خذوا سلاحا من الحمية والوقاية تكافحون به جميع الأمراض التي تعتري القلوب وتشتت الأذهان والآراء والأبدان، وتسري إلى هدم الإسلام، والبسوا دروعا سابغة من التقوى تقيكم صدماتها, فمن الحمية والأدوية الشافية الدافعة إلى كل خير والمبعدة عن كل الشر أن لا يكون الإنسان أنانيا لا يهمه في هذه الدنيا إلا نفسه وهواه وما يحيط به،، بل يزرع المحبة في قلوب إخوانه المسلمين قربوا أم بعدوا من الإيثار والمساواة والنصح لهم في الأقوال والأفعال، حتى تثمر هذه المحبة التراحم والتعاطف وقوة الصلة والرابطة بين الأفراد والمجتمعات لنكون يدا واحدة على قلب رجل واحد، وكتلة واحدة تحطم الأعداء وحلقة مفرغة لا يعلم أين طرفاها فلا يستطيع عدو حلها لا بسلطان ولا بسلاح، فإن نحن سرنا معشر المسلمين نحو الأمام فشخصنا المرض حين ابتدائه، وسارعناه بالعلاج، ودفعنا بالحمية والوقاية جميع الأمراض الطارئة تحقق الأمل والهدف المنشود، فبشرانا إن شاء لله بأعلام النصر ترفرف فوق التيجان مهما حاول كل عدو وشيطان.

والله الموفق والمستعان.