ويؤكد حرصه على مصلحة بلاده وقوفه على الحياد في الحربين العالميتين الأولى والثانية، كي لا يعرض استقلال البلاد للخطر من جراء انضمامه لحلف دون آخر، فلم تقطع المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، كما أقامت المملكة علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نهاية الحرب اجتمع مع الرئيس الأمريكي روزفلت، ومع رئيس وزراء بريطانيا تشرشل، وبذلك استطاع ـ بتوفيق الله تعالى ـ ثم بدهائه ونظرته الثاقبة للأمور وبعده السياسي أن يحمي بلاده من أي استعمار غربي، ويؤكد في الوقت نفسه أهمية المملكة ودورها الديني والسياسي والاقتصادي، وبذلك تبوأت المملكة منذ ذلك الحين وحتى الوقت الحاضر ـ بحمد الله ـ أهمية عالمية وثقلاً سياسياً ودوراً مؤثراً في صنع القرارات الدولية.
وهذه المواقف مجتمعة تؤكد قوة الجانب الديني في حياته السياسية، واهتمامه الكبير بمصالح المسلمين والعرب النابع من إيمانه بالله وتمسكه بعقيدته الإسلامية الخالصة، لذلك كان التوفيق من الله ـ تعالى ـ حليفه، حيث لم يخسر قضية سياسية واحدة منذ استرداده الرياض عام ١٣١٩هـ، واستطاع أن يقيم علاقات متوازنة مع القوى العالمية وأن يحصل على مقاصده بكل اتزان وروية وحكمة دون خوف أو تهور أو ميل مع كفة دون أخرى، وهذا من توفيق الله ـ تعالى ـ وفضله، وما وهبه إياه من حنكة ودهاء.
((أثر الجانب الديني في حياة الملك عبد العزيز في توحيد البلاد))