واستمرت العناية السعودية بالمسجد النّبوي حتى وقتنا الحاضر الذي شهد أعظم وأكبر توسعة عبر التاريخ، فقد أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ أيده الله ـ ببدء هذه التوسعة المباركة، وتفضل بنفسه بوضع حجر الأساس في ٩ صفر ١٤٠٥ هـ، وبعد سنوات قليلة من العمل المتواصل تم بحمد الله وتوفيقه إنجاز هذه التوسعة التي أصبحت وما حولها من مرافق وخدمات في غاية من التنظيم الذي يفوق الوصف، مما هيأ المسجد النّبوي على استيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج والزوّار في كل عام (١) .
إن ما تقدم غيض من فيض حيث تبين هذه المشاريع المباركة في مكة والمدينة عناية ملوك آل سعود الكرام بالحرمين الشريفين خاصة، وبيوت الله عامة،ولاسيما خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ فقد أولاها توسعة وعمارة وصيانة ومحافظة على مكانتها وقدسيتها عند المسلمين لتحقق الرسالة التي بنيت من أجلها، ولم تتوقف هذه العناية بالمساجد داخل المملكة العربية السعودية فحسب بل شملت المساجد في خارجها أيضاً، فتم بناء العديد من المساجد والمراكز الإسلامية، وزودت بما يعينها على أداء رسالتها في نشر رسالة الإسلام الخالدة، ودعوة الناس إلي دين الله عز وجل، وأصبحت تلك المساجد والمراكز الإسلامية التي أنشئت على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ حفظه الله ـ منارات هدى، ومشاعل هداية تنير للبشرية طريق الخير والصلاح، وتعينهم على أسباب الفلاح.
(ج) مصنع كسوة الكعبة المشرفة:
أمر الله ـ عز وجل ـ خليله إبراهيم وابنه إسماعيل ـ عليهما السلام ـ برفع قواعد البيت العتيق بمكة وقد أشار الله ـ تبارك وتعالى ـ إلى ذلك في كتابه العزيز بقوله:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة آية ١٢٧.