اهتم الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بأن يكون لبلاده الحظ الأوفر من وسائل الاتصال الحديثة، وكان في مقدمة ما وّجه الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ إليه جهده إنشاء مصلحة حكومية خاصة بشئون الاتصالات، وأمر ـ يرحمه الله ـ بإعداد الإدارات الحكومية التي تحتاجها تلك المصلحة في كافة أنحاء المملكة العربية السعودية.
واهتم الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بالخدمة الهاتفية فتم إيصالها إلى الإدارات الحكومية، والمنازل والمحلات التجارية في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، والطائف، وعسير، والأحساء، ولتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين من هذه الخدمة الحيوية الهامة تم ابتعاث عدد كبير من الدارسين إلى كل من مصر وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، فعادوا من تلك البلدان بعد إتقانهم لشئون الهاتف الفنية، وأمر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بإنشاء أربع مدارس للتعليم والتدريب على أعمال الهاتف واللاسلكي في كل من مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وبعد فترة أصبح جميع مدرسي اللاسلكي والهاتف في المملكة من المواطنين السعوديين، وكذلك جميع أعمال المراكز الهاتفية كلها في أيدي السعوديين.
وقد ظهر بوضوح نتائج هذا الاهتمام الذي أبداه الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بوسائل الاتصالات الحديثة من خلال تغطية أطراف البلاد السعودية بشبكة من الاتصالات السلكية واللاسلكية، والاتصالات الهاتفية، والخدمات البرقية والبريدية، بالإضافة إلى ربط الإدارات الحكومية المختلفة بواسطة تلك الخدمات الهامة، وقد ساعدت وسائل الاتصال على حفظ الأمن، ونهضة البلاد السعودية من الناحية العمرانية، وازدهار الحركة التجارية، فضلا عن التواصل عبر تلك الوسائل بين المواطنين مما أدى إلى تقوية الروابط الاجتماعية فيما بينهم.